في واقعة مأساوية هزّت منطقة السلام بالقاهرة، أصدرت محكمة جنايات شمال القاهرة، المنعقدة في العباسية، قرارًا بـإحالة أوراق ربة منزل ونجلها إلى فضيلة مفتي الجمهورية، لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهما، وذلك بعد إدانتهما بارتكاب جريمة قتل شقيقتها ورضيعها عمدًا، وإضرام النار في مسكن الضحية لإخفاء معالم الجريمة، وقد حددت المحكمة جلسة خلال دور مايو 2025 للنطق بالحكم النهائي في القضية.
خلال تحقيقات النيابة العامة تحت إشراف المستشار باسل النجار، رئيس نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية، أدلت المتهمة “هبة أ. ح.” باعترافات كاملة حول تفاصيل الجريمة التي نفذتها بمشاركة نجلها “أ. إ.”، موضحة أن الخلافات بينها وبين شقيقتها القتيلة بدأت بعد أن اضطرت الأخيرة للإقامة معها في الشقة بسبب انفصالها عن زوجها، حيث أقامت برفقة طفليها التوأم.
وقالت المتهمة إن التوتر بينهما تفاقم بسبب المشاحنات اليومية حول نفقات المعيشة وتقاسم المساحة داخل الشقة، إلى أن نشب بينهما شجار عنيف يوم الواقعة، تطور إلى تبادل للضرب، مما دفع المتهمة إلى التوجه إلى المطبخ وإحضار سكين طعنت به شقيقتها في بطنها عدة مرات، حتى سقطت غارقة في دمائها.
وأضافت أن الطفل الضحية بدأ في الصراخ فور رؤية والدته تُقتل، فحاولت تهدئته لكنها فشلت، مما دفعها إلى طعنه في رقبته بالسكين ذاته حتى فارق الحياة.
بعد تنفيذ الجريمة، قامت المتهمة بسرقة غويشة ذهبية، 4 هواتف محمولة، عدد من الخواتم، خلخال، وفردة حلق من المجني عليها، ثم افتعلت حريقًا داخل الشقة لإخفاء معالم الجريمة، وتوجهت برفقة نجلها إلى المستشفى لإسعاف بعض الجروح الناتجة عن الشجار.
وكانت قوات الحماية المدنية قد تلقت بلاغًا باندلاع حريق في أحد العقارات بمنطقة السلام، وتمت السيطرة عليه سريعًا، ليتم العثور بعد الفحص على جثتي سيدة وطفل داخل الشقة، وتبين لاحقًا أنهما توفيا قبل اندلاع الحريق نتيجة تعرضهما للطعن.
الناجي الوحيد من المجزرة، وهو طفل يبلغ من العمر 5 سنوات، روى تفاصيل مروعة أمام جهات التحقيق، مؤكدًا أنه كان موجودًا في المنزل وقت ارتكاب الجريمة، وأن خالته طلبت منه مغادرة الغرفة لإحضار شاحن الهاتف، وبعد خروجه بدقائق اشتعلت النيران في الشقة، فهرب إلى الحمام وأغلق على نفسه الباب وبدأ في الصراخ حتى حضر الجيران لإنقاذه.