استفزَّت كثرةُ الكلام عن نادي الصحفيين والتقليل من شأن تطويره والحديث عن استغلاله في انتخابات نقابة الصحفيين فضولي (وهو أمر لا يعنيني) كي أضرب أكباد المترو والميكروباصات متوجها إلى شارع البحر الأعظم، لأشقَّ الرحال إلى ذلك النادي الذي صار فجأة حديث الساعة.
قلت: “هاغرم سعر تذكرة مترو وأجرة ميكروباص.. مش خسارة فيه”.
وفي الطريق جاهدتُ أن أتذكر آخر مرة ذهبت فيها إلى النادي، فخيَّبتني كعهدي بها الذاكرة، واكتفت بأنها “أيام ما كان شعري أسود”.. تقريبا في 2008.
وبينما اقترب من بوابة نادي الصحفيين نسيت الذكريات الـ “أبيض وأسود”، واستجبت لما تراه عيناي من ألوان لا ما سمعته أذناي من قتامة الأقول.. العمل على قدم وساق.. لاحظت لأول مرة أن موقع النادي مميز، وبمعنى أدقَّ ظاهر بعد توضيب بوابة الدخول.. كما لاحظت أن مساحته ممتدة في حضن النيل، فتملَّكَني شعور بأني داخل صورة مصغرة لفندق فخم.. داعبت أصابعي الموبايل، وبدأت في التقاط صور وفيديوهات لأعمال تطوير النادي.. التقطتها ذكرى جميلة، والفخر يملؤني بأن هذا نادٍ للصحفيين.
الصورة الأبيض وأسود في أرشيف الذكريات لم تكن سيئة، لكن الصورة الآن مبهجة.. النسيم المنبعث من النيل له هذه المرة عبق خاص.
ما إن وطئت قدماي النادي، حتى استقبلني رئيس العمال، واصطحبني في جولة: هنا قاعة أفراح.. هنا ملعب كرة قدم.. هنا ملعب بادل.. هنا تحت الإنشاء المنطقة الزجاجية، وفيها بلياردو وبلاي ستيشن وجيم.. مساحات ممتدة لا أدري هل هي لم تكن واضحة لي، فأظهرَها التشطيب، أم أنهم أخذوا مساحات أخرى لتوسعة النادي.
عرفت من صحفي صديق عزيز على قلبي أنَّ بَعْدَ المساحة التي رأيتها قاعةَ أفراح ستكون أحد الموارد الأساسية للنادي، ويتم حاليًّا تصميمها بحيث تكون عامل جذب، كما أنهم سيتعاقدون مع شركة صيانة. تذكرت أن كلمة “موارد” تريند كل انتخابات، وكلما طُرحت أفكار لتفعيلها من مرشح نهشته أقلام وألسنة زملاء كثيرين، فقلت بيني وبين نفسي: “ما هو سهل إننا نجيب موارد”، فالمسألة إرادة لا أكثر.