في خطوة مفاجئة تعكس مزيجًا من الانفتاح والحذر، قام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باعلان موافقته على الهدنة التي بادرت بها موسكو بمناسبة عيد الفصح، والتي تمتد من مساء السبت حتى منتصف ليل الأحد.
كما أنه لم يخفي زيلينسكي شكوكه في النوايا الروسية، معتبرًا أن ما أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس إلا محاولة جديدة لـ”اللعب بأرواح الناس”، حسب تعبيره.
زيلينسكي، وكتب منشور له على منصة “إكس”، انتقد ما وصفه بتناقض الموقف الروسي، قائلاً: “صفارات الإنذار لا تزال تدوي في كافة أنحاء أوكرانيا، وهذا يظهر الحقيقة وراء ما يسمى هدنة”.
ولفت إلى أن الهجمات الروسية، خاصة باستخدام طائرات شاهد المسيرة، لم تتوقف رغم دخول الهدنة حيّز التنفيذ، وهو ما يضع مصداقية المبادرة الروسية على المحك.
من جانبه، أوضح بوتين أن إعلان وقف إطلاق النار جاء بدافع إنساني بحت، داعيًا كييف إلى الرد بالمثل.
وفي حديثه خلال اجتماع مع رئيس الأركان العامة فاليري جيراسيموف، أشار إلى أن التصرفات الأوكرانية خلال هذه الفترة ستعكس مدى استعدادها الحقيقي للدخول في عملية تسوية سلمية.
وأضاف: “نحن منفتحون على المفاوضات، ونرحب بأي جهود دولية تهدف إلى إنهاء النزاع بشكل عادل، بما في ذلك مبادرات من أمريكا، الصين، وغيرها من الأطراف”.
الهدنة، التي بدت في ظاهرها لفتة سلام، تحمل في طياتها رسائل سياسية عميقة من الجانبين، وتفتح الباب أمام تساؤلات حول صدق النوايا وجدية الالتزام بها، خاصة في ظل استمرار التصعيد الميداني رغم التصريحات الرسمية.